اللعب وإبداع الطفل مقاربة أولية مقدمة : أن كلمة كثيراً ما نستخدمها في حياتنا اليومية إلى درجة يكاد معها هذا المفهوم أن يفقد معناه الحقيقي فاللعب قد نربطه
أن كلمة العاب بنات كثيراً ما نستخدمها في حياتنا اليومية إلى درجة يكاد معها هذا المفهوم أن يفقد معناه الحقيقي فاللعب قد نربطه بأي نشاط يماره الفرد لكي يبعث في نفسه البهجة والفرح والارتياح ووفقاً لهذا يفهم اللعب على أنه نشاط هدفه اللهو واستهلاك الوقت والجهد.
إن أهمية اللعب في حياة الأطفال وتحقيقه لدوره التربوي في بناء شخصية الطفل تتحدد أساساً بوعي الكبار عامة والآباء والمعلمين خاصة، وبمدى إتاحتهم الفرصة أمام الطفل لتحقيق الذات في أنشطة اللعب ، ومواقفه المتنوعة وإعداد للحياة المستقبلية لإحداث التوازن فيها. فكل فرد يحتاج إلى وقت يستمتع فيه ليعوض به عن هموم ومشاكل كل يوم متصل بالروتين والعمل .
إن الأصوات التي تتردد عالياً عن عدم الاهتمام الكافي بالطفولة ، ومرجع هذه الأصوات أننا نجد أنفسنا عاجزين عن التعامل الأمثل مع الأطفال .
ومع أن تراث البشرية الغزير والفلسفة بحكمتها والعلم بمنهجه قد قالوا الكثير عن الطفولة إلا أن موضوع الإبداع الاستثمار البشري في الطفولة لا يزال لا يحظى باهتمام حقيقي خاصة في الدول النامية.
معنى اللعب : يعرف اللعب بأنه نشاط يمارسه الناس أفراداً أو جماعات بهدف الاستمتاع ودون أي دافع آخر.
أهمية اللعب في مجال الإبداع :
يعتبر اللعب الإيهامي (لعب التوهم) أو العاب تلبيس شكلاً شائعاً في الطفولة المبكرة، فيه يتعامل الأطفال من خلال اللغة أو السلوك الصريح مع المواد أو المواقف كما لو أنها تحمل خصائص أكثر مما تتصف به في الواقع، ويحقق الأطفال من هذا اللعب أشياء كثيرة منها تنمية قدرته على تجاوز حدود الواقعية والذهاب إلى ما وراء القيود التي يفرضها الواقع وتنمية قدرته على تحقيق رغباته بطريقة تعويضية ، والقدرة على تخليص نفسه من الضيق والسخط والغضب .
كما أن اللعب الإيهامي يساعد الأطفال على تطوير المجال العقلي وإدراك علاقات جديدة عن طريق إدراك العلاقات البيئية التي يكتشفها الطفل في الفعل ورد الفعل، ويتمكن الطفل أيضاً من اختيار عالمه المهني الذي يتفق مع إمكاناته ، كما يساعد الطفل على تشكيل العالم الذي يريده والدور الذي يختاره والرغبة التي يتمناها.
كما تشكل الألعاب التركيبية منهاجاً تعليمياً تكسب الأطفال نماءات متعددة ، تتمثل في التخيل والتصور والتفكير والإبداع والتذكر والإرادة وزيادة إدراكهم لمفاهيم الأشياء وطبيعة المواد ، مما يساعدهم على حل المسائل الحياتية وعلى التفكير المبدع .
اللعب والقدرات العقلية :
يختلف الأطفال كأفراد في أي سن في الكفاية والسرعة التي يتمكنون بها من إنجاز أعمال معقدة، وخصوصاً ما كان منها متضمناً استعمال اللغة أو الرموز، وكلما كان تقدير الأطفال مرتفعاً في حل المشكلات المعقدة والألغاز بكافة أنواعها ، وكلما ارتفعت درجتهم على اختيار الذكاء المكون من هذه العناصر.
ومن الدراسات الكلاسيكية في هذا الموضوع دراسة ترمان عن الأطفال المبدعين والتي استغرقت أمداً طويلاً والذي أجري في العشرينات في ولاية كاليفورنيا على أطفال تتراوح نسبة ذكائهم بين 140-200 وظلت هذه المجموعة المنتقاة تحت المتابعة بعد أن ناهز أفرادها أواخر العقد الخامس من عمرهم وكان البحث يتضمن تحصيلهم العقلي وصحتهم البدنية وتاريخهم المبكر ، وخلفيات الأسرة والشخصية ، بالإضافة إلى مسح لاهتماماتهم باللعب ، وأنواع الألعاب التي كانوا يلعبونها أو يعرفون عنها شيئاً ، وكان هذا المسح يتم أساساً بواسطة استبانات وقوائم اختبارات وكانت تقارن نتائجهم فيها مع ما يؤخذ من نتائج مجموعة مختلفة تشتمل على أطفال في نفس عمرهم يتراوح ذكائهم من مستوى الأطفال الأغبياء إلى مستوى الأطفال الأذكياء اللامعين ، وإن كانت الأغلبية من متوسطي الذكاء. وقد وجدت عدة فروق بين لعب الأطفال الموهوبين ولعب أقرانهم في السن، فقد كانت ميول الأطفال الموهوبين للعب كما هو متوقع مشتملة على أوجه نشاط عقلية أكبر كثيراً إذا ما قورنت بالأنشطة البدنية، وبالتالي كان ميلهم أقل إلى الألعاب الصاخبة وكان تفضيلهم أكثر قليلاً للأنشطة الهادئة، وكان لعبهم أكثر شبهاً بلعب الأطفال الأكبر منهم سناً كما يفضلون أن يكون أقرانهم في اللعب أكبر منهم قليلاً ، وأظهروا تفصيلاً أقل وضوحاً بالقياس إلى أقرانهم الأقل موهبة عند اختيار شريكهم في اللعب وكذلك كانوا أقل تفصيلاً لألعاب التنافس ، وكان الأطفال الموهوبين يقضون شطراً أكبر من الوقت في اللعب مع غيرهم من الأطفال ولكنهم كانوا يلعبون منفردين أكثر قليلاً مما يفعل أطفال المجموعة الضابطة كما كان من الشائع بين الأطفال الموهوبين . فيما بين سن الثانية والخامسة،أن يختاروا رفاق متخيلين للعب معهم، ويعيشون في خيالياً في بلاد بعيدة وكانت بنيتهم وصحتهم الجسمية والعقلية واستقرارهم وتوافقهم الاجتماعي فوق المتوسط شكل ملحوظ وقد أوردت دراسات أخرى نتائج مماثلة عن الأطفال الأذكياء يلعبون أكثر من الأطفال المتخلفين عقلياً بما مقداره خمسون دقيقة يومياً. كما ينفقون حوالي الساعة أكثر من غيرهم في الترويح العقلي أي القراءة الحرة.
وفي بعض الحالات قد يواجه بعض الأطفال فائقي الذكاء الذين ليس لهم أقران في نفس عمرهم العقلي صعوبات ذات طابع اجتماعي في اللعب ، فهناك تقرير عن أحد الأولاد كانت نسبة ذكائه 187 وهي درجة عالية جداً . ومع ذلك لم يكن محبوباً من أقرانه في السن لأنه كان يصر على جعل الألعاب شديدة التعقيد، ولكن الأطفال الأكبر سناً لم يكونوا ليتقبلونه أيضاً لأنهم يعتبرونه أصغر من أن يشاركهم في اللعب ومع ذلك فقد وجد ترمان في عينة بحث أن الأطفال الموهوبين كانوا محبوبين من أقرانهم في السن كأطفال المجموعة الضابطة تماماً. وعلى أي حال فإن لعب الأطفال الأذكياء يتميز بأنه أكثر تنوعاً ويكون أكثر تحليلاً ونضجاً. ولم يكن الأطفال الأذكياء أقل نشاطاً بل الأحرى أكثر نشاطاً في اللعب وفي الأنشطة التي تقع خارج نطاق المنهج المدرس من أقرانهم الذين هم أقرب إلى المستوى المتوسط.
توسيع نطاق عالم الطفل : الطفل في هذه المرحلة في حاجة إلى مكان لممارسة اللعب مع وجود رفاق على استعداد للمشاركة، كما أنه في حاجة إلى أدوات ولعب متعددة ومتنوعة مثل العاب طبيب ولكن الأهم من هذا وذاك هو أنه في حاجة إلى مجال أوسع ذلك أن عالمه القريب قد أصبح معروفاً لديه إنه في حاجة إلى تجارب جديدة أشخاص جدد أشياء جديدة من أجل تغذية وإمداد خيالة وتنميته .
اللعب الإيهامي / التخيلي : في مرحلة ما قبل الدراسة يقوم الطفل بتقليد جميع الأنشطة التي يقوم بها الكبار، ويبدأ بما نسميه باللعب الإيهامي، فهو تارة مخبر سري أو ربة أسرة وتارة بائع خضروات ، وغيرها من الشخصيات التي يقوم بأداء أدوارها .
والطفل يستخدم اللعب التمثيلي ليعيش مرة أخرى حدثاً هاماً وقع له في الحياة الواقعية وأثر فيها عاطفياً مثال ذلك إذا قضى الطفل يوماً بالمستشفى فسوف نلاحظ أنه يقوم بدور الطبيب ويقوم بالكشف على إحدى لعبه ويتحدث إليها ويطمئنها كما فعل الطبيب معه في الواقع .
الأشغال الفنية مثل العاب تنظيف : من الأمور المهمة بالنسبة للطفل في مرحلة ما قبل المدرسة عملية الابتكار ، وعلينا بتشجيع الطفل على الإبداع والابتكار فمثلاً إذا قام بقص الورق لا نسأله عما يقوم بعمله ، بل نتركه يحاول ذلك دون تدخل حتى يصل إلى ما يريد ابتكاره ، وهذا ينطبق على محاولاته للرسم والتلوين .
الألوان والتلوين العاب مكياج : يتعلم الطفل أسماء الألوان والعلاقة بينهما ، فمثلاً يتكشف أن اللون الوردي له علاقة باللون الأحمر. فإذا عرض علينا بعض الألوان التي وضعها على ورقة فيجب أن نكتفي بالقول هذه الألوان تعجبني وإذا قام برسم شخص ما فلا نسأله إن كان هذا بابا أو ماما لأنه في هذه الحالة سوف يظن أنه مخطئ ويدور في ذهنه هذا السؤال عندما يحاول أن يقوم بالرسم مرة ثانية .
اللعب بالرمل والطين والرمل والصلصال : بعد أن كان اللعب بهذه المواد لمجرد لعب في المراحل السابقة أصبح الآن مجالاً للإبداع والابتكار فمثلاً يقوم بصناعة البسكويت من الطين والرمل والماء ويمكننا استخدام إطار سيارة أو صندوق ووضع الرمل بداخله وترك الطفل يلعب به دون أن يكون هناك أي خوف من اتساخ المكان .
ألعاب البناء والتركيب والعد : تعد هذه الألعاب التعليمية للطفل في هذه السن وربما كان ذلك هو السبب في أنها أكثر الألعاب التي تشتري إن الطفل لا يحتاج إلى الألعاب التعليمية لكي يتعلم، فهو يستطيع أن يستخدم قدراته الذهنية إذا ما وفرت له بعض المواد التي تساعده على التخيل والتي تقدم له استعمالات كثيرة متعددة ومن أمثلة هذه المواد المكعبات.
إن تشجيع الطفل على اللعب بمثل هذه المواد يعني مساعدته على استغلال معلوماته ومهاراته في سياق يشعر هو أنه مفيد.
فإذا ما قام الطفل بعد الحبات الملونة على العداد مثلاً العاب قص شعر فهذه لعبة أما إذا قام بعدّ الملاعق أثناء تناوله الطعام أو أعداد العشاء ، أو قام بعدّ علب الأغذية المحفوظة الموجودة بمحل البقالة ، فهذا يعد هدفاً واضحاً بالنسبة للطفل.
إن تعليم الطفل كيف يقوم بتركيب جزء ووضعه في مكانه الصحيح بإحكام يعلمه جزئياً كيف يسيطر على الأمور فإذا استطاع الطفل أن يضع الملاعق في الدرج المخصص لها واستطاع أن يقوم بفتح الباب بالمفتاح، إذا فعل الطفل ذلك فسوف يحتقر من أي لعبة لمجرد أنها لعبة فقط .